ولو كان غسل الجمعة واجا لكان تركه ولو نسيانا مبطلا للصلاة مع أنه عليه السلام حكم بصحتها فلقد جاء أنه سأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يدع غسل يوم الجمعة ناسيًا أو متعمدًا، فقال عليه السلام: إذا كان ناسيًا فقد تمت صلاته وإن كان متعمدًا فليستغفر الله ولا يعد.
ولا يقال: أن أمره عليه السلام بالاستغفار دليلٌ على أن ترك غسل الجمعة ذنبٌ فيكون واجبا، إذ يقال: إنه كثيرا ما ورد الأمر بالاستغفار في لحن كلامهم عليه السلام من ترك السنن المؤكدة.
يضاف إلى ذلك أنه لو كان هذا الغسل واجبا لشاع وذاع بين الأصحاب حتى بلغنا إذ المسألة ابتلائية في كل أسبوع وهي أكثر ابتلاءً من مثل غسل مس الميت الذي ذهبوا إلى وجوبه.
وهذا أيضا قرينة أخرى يمكن اللجوء إليها للتمييز بين الواجب والمستحب الاصطلاحيين في لحن الأئمة عليهم السلام.
* الآراء والنتائج التي يُنتهى إليها في هذا الدرس هي في مقام البحث العلمي فقط ولا يجوز العمل بها إن لم تطابق فتوى المرجع.