السلام عليكم ، ما هو مصدر هذه الرواية، من كتب المخالفين، قال في محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ٢ ـ ٢١٣ ـ طبعة مصر ـ عن ابن عباس قال : كنت مع عمر بن الخطاب في ليلة ـ وعمر على بغل وأنا على فرس ـ فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب ، فقال : أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر ..!.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ورد ذلك في عدة مصادر، منها ما أورده ابن عساكر بألفاظ مشابهة في تاريخ دمشق ج47 ص292: عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي يا ابن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أموركم فقلت والله ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة " يقرؤها على أهل المدينة فقال لي الصواب تقول والله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي بن أبي طالب من أحبك أحبني ومن أحبني أحب الله ومن أحب الله أدخله الجنة.
وما أورده أبو بكر الجوهري في السقيفة وفدك ص75، ونقل عنه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج2 ص20: أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا محمد بن حاتم، عن رجاله، عن ابن عباس، قال: مر عمر بعلي، وأنا معه فناء دار سلمة فسلم عليه. قال له علي: أين تريد؟ قال البقيع، قال: أفلا تصل صاحبك ويقوم معك؟ قال: بلى، فقال لي علي: قم معه، فقمت فمشيت إلى جانبه فشبك أصابعه في أصابعي، ومشينا قليلا، حتى إذا خلفنا البقيع قال لي: يا ابن العباس، أما والله أن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنا خفنا، على اثنين، قال ابن العباس: فجاء بكلام لم أجد بدا من مسألته عنه، فقلت: ماهما يا أمير المؤمنين؟ قال: خفناه على حداثة سنه، وحبه بني عبد المطلب.
وأما اللفظ الذي أورده الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء بتمامه ج2 ص495 فهو كالتالي: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة. وعمر على بغل وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وأنت وصاحبك وثبتما وافترعتما الأمر منا دون الناس. فقال: إليكم يا بني عبد المطلب أما أنكم أصحاب عمر بن الخطاب فتأخرت وتقدم هنيهة، فقال سر لا سرت. وقال: أعد على كلامك فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه ولو سكت سكتنا. فقال: إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. قال فأردت أن أقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه.
جدير بالذكر أن الراغب الأصفهاني ليس شيعيا أصلا كما يتوهم البعض، وللاستزادة راجع الجواب التالي:
https://www.al-qatrah.net/an3116
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
21 جمادى الأولى 1446 هجرية